محل العقل القلب أم الرأس
محل العقل القلب أم الرأس
قال الحق في محكم التنزيل: وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا.
هنا نلاحظ بأن الله تبارك وتعالى عابهم بأنهم لا يفقهون بقلوبهم ؛ ونحن نعلم بأنَّ الفقه هو: الفهم، وهذا الفهم لا يكون إلا بالعقل لا محالة, هذا مما يدل على: أن العقل محله القلب. ولو كان الأمر كما زعم الفلاسفة الغير مسلمين لقال: لهم أدمغة لا يفقهون بها ، وهو أعلم بما يقولون.
و قال الله تعالى:أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ.
هنا المولى عز وجل لم يقل: فتكون لهم أدمغة أو رؤوس يعقلون بها. ولم يقل : ولكن تعمى الأدمغة التي في الرؤوس أو الدماغ . كما ترى، في آية الحج المذكور أخيرا يصرح الحق جل وعلا بأن: القلوب هي التي يعقل بها لا الأدمغة ولا الرؤوس، و هذه الآية دالة على أن القلب هو محل العقل كما ترى. ثم أكد ذلك تأكيدا لا يترك شبهة ولا لبسا ؛ فقال الله تعالى: وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ. نلتأمل سويا قوله تعالى: الَّتِي فِي الصُّدُورِ،هنا نفهم ما فيه من التأكيد والإيضاح، ومعناه: أن القلوب التي في الصدور هي التي تعمى إذا سلب الله عز وجل منها نور العقل،فلا هادي لها سواه عز وجل ولا تميز بعد عماها بين الحسن والقبيح، ولا بين الحق والباطل، ولا بين النافع والضار، وهو حجة بالغة بأن الذي يميز به كل ذلك هو العقل ومحله في القلب .
وهناك العديد من الآيات تبين كل ما تم ذكره و المطابقة للآيات التي ذكرناها والدالة على أن محل العقل القلب
كالحديث الصحيح : أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ.
لم يقل النبي الدماغ ولا الرأس وما حوى
ومن حديث أنس رضي الله في تكرار النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قوله: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ. قَالَ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ آمَنَّا بِكَ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا؟ قَالَ: فَقَالَ: نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ يُقَلِّبُهَا.
هنا النبي يشير و يصرح بأن القلب هو محل العقل و الحق و الهدى
الخلاصة: تبين لنا مما ذكرنا أن الله ؛خالق العقل و واهبه للإنسان يبين في آيات قرآنية عديدة أن محل العقل و موطنه هوالقلب, وهو الله أعلم بمكانه، وكذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما رأينا معا في هذه التدوينة القصيرة .
التعليقات على الموضوع